الاثنين، 6 سبتمبر 2010

فزلكة

في صباح ذاك اليوم الموعود ، الذي قررت به يدي أن ترتفع للتلويح لذاك الأصفر المزيون المتوج بتاج الأجرة المعهود، بقيادة ذاك الكهل المهموم ، الذي أرتمى على تلك الناصية حتى يقف بالمضمون

والذي بدأ بالترحيب وأسترسل حتى ختمها بتفضل يا باشا


فقلت : زاد فضلك وربنا يعلي مقدارك
فقال : مين فين حضرتك !؟! فقلت : من عروس الخليج الكويت
فتغيرت ملامح هذا الكهل وشاب الوجة العبوس ،،،
فقلت : لم انقلبت أحوالك وكأنني قد ذكرتك بأهوالك
فقال : بالله عليك ليست لي طاقة اليوم لتحمل فزلكاتك !! فقلت: فزلكة ؟!؟!؟!؟!؟!
فقال: نعم فزلكة ،،، وربنا يخليك أرحمنا بسكاتك
فقلت : يا أيها الشيخ الكريم ،،، أشرح لي مالذي تعنيه تلك الفزلكة بالمختصر المفيد ؟!
فقال:
عندما تخاطبني وكأنني سواق أبوك واللي جابوك ،، فقلت: أتلك فزلكة ؟
أو عندما تبدأ أول محادثة لنا بطلب كتم نفسي وصوتي طوال رحلتنا المنيلة بستين نيلة وكأني سأرتفع وأعلو لمجرد محادثتك لي ،،، فقلت: أتلك فزلكة !
أو عندما تقرر استخدام مهاراتك الفكاهية بالتعليق على سيارتي ولون جزمتي ،،، فقلت: أتلك فزلكة ؟!
أو عندما تشرع بالتعليق على المباني والشوارع والأرصفة والكائنات المتحركة البشرية منها والحيوانية ،،، فقلت: أتلك فزلكة
أو عندما تصول وتجول بنقد أنظمتنا الحاكمة وسياساتها فقط لتخبرني بأنك تتمتع بما هو أكثر ،، فقلك: أتلك فزلكة ؟
أو عندما تسألني عن دخلي وتتقمص دور المهموم الحزين على أمري فقط لكي تذكرني بشدة فقري وعلو دخلك ،، فقلت: أتلك فزلكة ؟
أو عندما تبدأ بتحليل سلوكياتنا وأخلاقياتنا التي تنحصر بالجشع والطمع والنصب والاحتيال ،، فقلت: أتلك فزلكة ؟
أو عندما تتوهم بأن كل من يعيش على هذه الأرض قد قفز فرحا بمجرد أن وطأت قدمك مطارها ،، فقلت: أتلك فزلكة ؟
أو عندما تعتقد بأن كل مجسم تنبض به روح سيسجد أمام دينارك ويجري وراء رغباتك وآمالك ،، فقلت: أتلك فزلكة ؟
أو عندما تتيقن بأننا العبيد وأنت السيد الذي يصعب لقاءه ،، فقلت: أتلك فزلكة ؟
أو عندما ،،، فقلت: هوب هوب ،، بالله عليك لا تكمل فقد أشبعت فضولي وزدت همومي
فقال: هي باختصار يا عزيزي المحتار ،،،،، عندما تشعر بأنك إنسان وكل من حولك نعاج
فقلت : صدقت نحن شعب الفزلكة حتى الإشباع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق